الاستغلال هو وجود شخص مستفيد وشخص آخر غير مستفيد، وهذا عكس الحالة السوية للتعاملات، فالأصل أن يكون الطرفين في حالة استفادة وإلا حدث الخلل. عندما يقع الشخص في حالة استغلال يجب عليه أولا أن يعرف أنه المسئول وأنه دون وعي هو الذي قد سمح بهذه الحالة أن تحدث، وكونه المسئول يعتبر رائعًا لأنه هو الذي سوف يقوم بحل الموضوع ببساطة، أما إذا ألقى اللوم على غيره فسوف يستمر في المعاناة ببساطة أيضًا.
ما الذي يجذب المستغلين لحياتك؟
- عندما تكون في حالة فقدان للثقة
- عندما تفقد تقديرك لذاتك وتبحث عن التقدير من الآخرين
- عندما تقلل من قيمتك داخليًا وترى أنك أقل من الآخرين وتحاول أن (تشتري) قيمتك منهم
التقليل من قيمتك هو أول مدخل يجعلك تقع ضحية الاستغلال، فالشخص الذي يقوم بعمل أشياء إيجابية رغبة منه في أن يراه الناس بشكل جيد فهو يستمد قيمته من الآخرين وهذا بلا وعي يوقعه فريسة لاستغلالهم له، وربما فعل ذلك تحت مسمى الإيثار وهذا خطأ فادح يجعله في البداية سعيدًا ثم بعد أن تستنفذ طاقته ويصبح غير قادر على العطاء وقتها يفاجأ بأن من حوله من الناس قد اختفوا من حياته لأنهم اعتادوا أن يستغلوه وأن يأخذوا منه دون أن يعطوه شيئًا، كما أنهم اعتادوا على أن الإفادة من طرف واحد فقط وهذا ما يجذب لحياته مواقف سلبية عديدة كما يجذب المزيد من المستغلين.
عندما تضحي من أجل الآخرين هذا يعني أنك تفعل أشياء لا ترغب فيها رغمًا عنك على أمل أن تحسن صورتك أمام الآخر أو أن يعطيك رد الفعل الذي تريده من تقدير واحترام، والدليل على أن سلوكك ليس صحيحًا أنك ستشعر بحالة سيئة من المشاعر السلبية إذا لم يقدر الآخر ما فعلته أو بادلك بالإساءة أو أن ما تفعله هو حق مكتسب لا ينبغي أن تشكر عليه.
التضحية وأن تضغط على نفسك ليست الإيثار نهائيًا، فالإيثار أروع من هذه الحالة السيئة لأن الإيثار يكون لله وبمركزية الله، وتكون فيها في حالة عطاء باستمتاع دون انتظار أي شيء من الآخر، بل لو بادلك الآخر بالإساءة ستكون في قمة المشاعر العالية، لأنك تثبت بصدق أمام نفسك أن فعلك كان لله وليس للشخص. تزداد كذلك في الفعل الإيجابي وهذه حالة لا يستطيع أن يفعلها إلا الشخص ذو الوعي العالي والإيمان العالي كذلك.
يعيش المضحي بمبدأ مش مهم أنا المهم الآخر، وهذا عكس ما أمرنا الدين به فالمهم أنت ثم الآخر. (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) وفي آية أخرى (ليس عليك هداهم) لو اتبعت هذه الآية وكان المهم أنت ثم الآخر ستكون في حالة إيجابية دومًا وستكون قادرًا على العطاء باستمتاع طوال حياتك دون أن تتأثر سلبًا ودون أن تنتظر شيئًا من أحد فأنت تستمد جزاء عطاءك من رب البشر، عندها ستفاجأ بتحول العلاقات من حولك لأروع ما يكون.
٤ خطوات عملية لإنهاء حالة الاستغلال:
١- كن واعيًا أنك السبب وخذ قرارك بإنهاء هذه الحالة أيًا كانت النتائج.
٢- التعامل بمبدأ أنا المستفيد ثم الآخر، أنا أولا ثم الآخر ثانيًا.
٣- تعلم أن تقول لا، قلها بقوة إن وجدت أن المطلوب منك يؤثر على مشاعرك سلبًا أو يضغط عليك.
٤- اعرف قدر نفسك عند الله، ولا يهم قدرك عند الناس، فأنت عند الله خليفة، كن حرًا بالله ولا يهم رأي الناس فيك.
إن اتبعت هذه الخطوات الأربعة ستلمس تحسنًا رائعًا في حياتك حتمًا، لكن توقع أن تحدث بعض السلبيات من المستغلين عندما يرونك بدأت في التحول فكن حذرًا من ابتزازهم العاطفي لك في البداية وكن قويًا مثابرًا ثابتًا.